- أحمد عوض أبو الريش
- فلسطين, غزة, Palestine
ابحث في مدونتي
من أنا
بسم الله الرحمن الرحيم
* الجاهلية المعاصرة *
قبل الحديث عن الجاهلية المعاصرة لابد من توضيح معنى الجاهلية بشكل عام حيث أن المعنى الاصطلاحي للجاهلية كما ورد في كتاب "واقعنا المعاصر والغزو الفكري " هو (الجهل بحقيقة الألوهية أي الجهل بما يجب لله سبحانه وتعالى من إخلاص العبادة - الظاهرة والباطنة - له وحده دون شريك بالاضافة الى السلوك غير الملتزم بالضوابط الربانية)
مما سبق يتبين لنا أنه ليس للجاهلية حدود سواء كانت زمنية أو مكانية فالجاهلية قابلة للانتشار في أي زمان وفي أي مكان.
ان الكثير الكثير من الشعوب العربية والاسلامية يعتقدون بأن الجاهلية قد انتهت بانتهاء تلك الفترة التي كانت في اثناء وقبيل بدء انتشار الاسلام الا أن هذا التفكير هو خاطئ فعالمنا العربي والاسلامي يعيش الآن فترة جاهلية جديدة يمكن أن نطلق عليها الجاهلية المعاصرة ولاثبات ذلك سأتناول خصائص المجتمع الجاهلي بشكل عام ونرى مدى وجود هذه الخصائص في مجتمعانتا اليوم .
*خصائص المجتمع الجاهلي :
أولا ً / جاهلية في التصور والاعتقاد :
والمقصود به عدم الايمان بالله واتخاذ غيره ندا ً كتلك المجتمعات التي تعبد الأوثان وغيرها ممن يعبد النار والأبقار وغيرها .
المقارنة ---> مجتمعانتا العربية والاسلامية تخلو من هذا النوع من الجاهلية ولله الحمد .
ثانيا ً / جاهلية الحكم والاتباع :
يقصد بها عدم تحكيم شرع الله في واقع الحياة ويترتب على ذلك أمران :
1- وجود الطواغيت
2- إتباع الاهواء
فالطواغيت والأهواء تختلف من عصر الى عصر ومن أمة الى أخرى فلا يشترط في الطاغوت أن يكون فردا بل قد يكون حزبا ً أو جماعة أو غيرها يحرص على أن يكون الولاء لشخصه ولحزبه ولمصلحته .
وكذلك الأهواء فلا تقتصر على رأي فرد بل قد يكون هوى فريق من الناس يحكمون به سائر الناس أو حزب يسخّر من أجل مصالحه بقية الناس على حسب هواه.
المقارنة ---> للأسف منتشرة بشكل كبييييير جدا ً في المجتمعات المسلمة اذ تكاد تخلو من ذلك الا قليل ومن تلك الأقلية المملكة العربية السعودية والتي هي الوحيدة التي أعلنت التزامها بتطبيق شرع الله كأساسا ً للحكم , أما عن سيطرة الافراد و الأحزاب فحدث ولا حرج.
ثالثا ً / جاهلية السلوك والأخلاق :
والمقصود هنا ابتعاد أفراد المجتمع عن تعاليم الدين الاسلامي واصبحت سلوكياتهم تسوقها الأهواء والشهوات.
المقارنة --->أيضا ً للأسف فهي منتشرة في بعض المجتمعات العربية والاسلامية لدرجة أن بعضها أصبحت أقرب من المجتمعات الغربية منها للاسلامية .
رابعا ً / جاهلية رابطة التجمع والاجتماع :
ويقصد بها تجمع اشعوب تحت راية فاسدة مثل الشيوعية والرأسمالية والاشتراكية أو العلمانية أو الحزبية والقومية وغيرها من التجمعات الفاسدة .
المقارنة ---> أيضا ً للاسف نرى هذه الخاصية منتشرة بشكل كبير خصوصا ً لدى التجمعات الحزبية والتي أصبحت مصالحها هي قمة أهدافها وتسعى بكل الوسائل لتحقيقها .
بعد كل هذه المقارنات هل تشك أيها العربي وايها المسلم أنك تحيا في جاهلية ؟؟؟؟!!!!
بقلمي بالاستعانة بكتاب "واقعنا المعاصر والغزو الفكري"
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المُلاحظ لحال الشعوب العربية في العقدود الأخير يلاحظ تعلقا ً كبيرا ً بالاعلام الشعبي أو ما يعرف بالاعلام الأصفر بعيدا ً عن الاعلام الهادف ذو الطابع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وهذا ما انعكس على سلوكيات هذه الشعوب خصوصا ً فئة الشباب منهم .
والغريب في الأمر أن هذا التعلق بالإعلام الاصفر وجد طريقه أيضا ً عند الغرب كما هو الحال في العالم العربي حيث ذكر الدكتور فيصل القاسم في مقال له أن الصحف الشعبية مثل صحيفة "الصن" البريطانية مثلاً تبيع يومياً أكثر من مليوني نسخة، ويقرأها أكثر من سبعة ملايين بريطاني، بينما لا يزيد توزيع الصحف الجادة مثل "الغارديان" على مئتي ألف نسخة , وكذلك قنوات الأفلام والمسلسلات وبرامج المسابقات التي تستهوي الشباب إلاّ ان الأمر مختلف تماما ً في الدول العربية عنه في الدول الغربيةحيث أن الغرب تمكنوا من إحداث تقدم كبير على كل المستويات سواء المستوى الثقافي او الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي فلا غرابة في أن يكون هذا الارتباط الغربي بالإعلام الأصفر بمثابة إستراحة محارب .
أما الوضع في عالمنا العربي فهو مختلف كل الختلاف وبعيد كل البعد عن الغرب حيث العرب في الوقت الحاضر في قمة التخلف والأميّة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعقول الشباب العربي للأسف أصبحت خالية خاوية فارغة المحتوى فحاولت ملئ هذا الفراغ عن طريق تلك البرامج والافلام , فالمحارب العربي لم يبدأ مسيرته بعد حتى يأخذ استراحته لكن للأسف واقعنا يشير وبكل تأكيد الى ان هذا هو حال الـ "محاربين " العرب (استراحة دون قتال) , وهذا ما يخلّف انهزام كبير عند العرب خصوصا ً فئة الشباب الذي اعتاد على "التفاهات" الإعلامية دون أي وجود لأي عتاد ثقافي أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي .
في الأيام القريبة سمعنا عن الضجة الاعلامية الكبيرة التي اخذتها أو حازتها المسلسلات التركية وللاسف المشاهد لهذه المسلسلات يجد سلوكيات وثقافة أبعد ما يكون عن الثقافة والمجتمعات المسلمة وأقرب ما يكون للمجتمعات الغربية للأسف الشديد ....
إن المصيبة في هذه المسلسلات تكمن في أنه يستهدف جميع الفئات العمرية العربية وبمتابعة لأدق التفاصيل فيه وهذا لربما يؤدي الى نقل هذه العادات والسلوكيات الى مجتمعاتنا العربية , هنا لا أقصد بكلامي فئة الشباب فقط وإنما فئة الأطفال وهي التي أشدّد عليها في كلامي , لنأخذ مثلا مجتمعنا الفلسطيني لقد وجدت أن ما نسبته 95% من الأطفال يتابعون هذه المسلسلات وبكل شغف للاسف والمعروف أن الأطفال عندهم مجال كبير لاستقبال هذه الثقافة خصوصا ً أنها مرفقة باداء تمثيلي مما يساعد على سهولة ترسيخ هذه الثقافة وهذا قد يؤدي الى نمو ثقافة هجينة بين الثقافة الاسلامية والثقافة الغربية وهذه تعتبر مصيبة لأنه سيكون من الصعوبة تغييرها أو إزالتها .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)