1:18 ص

الإعلام العربي والمسلسلات التركية

مرسلة بواسطة أحمد عوض أبو الريش


بسم الله الرحمن الرحيم

إن المُلاحظ لحال الشعوب العربية في العقدود الأخير يلاحظ تعلقا ً كبيرا ً بالاعلام الشعبي أو ما يعرف بالاعلام الأصفر بعيدا ً عن الاعلام الهادف ذو الطابع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وهذا ما انعكس على سلوكيات هذه الشعوب خصوصا ً فئة الشباب منهم .

والغريب في الأمر أن هذا التعلق بالإعلام الاصفر وجد طريقه أيضا ً عند الغرب كما هو الحال في العالم العربي حيث ذكر الدكتور فيصل القاسم في مقال له أن الصحف الشعبية مثل صحيفة "الصن" البريطانية مثلاً تبيع يومياً أكثر من مليوني نسخة، ويقرأها أكثر من سبعة ملايين بريطاني، بينما لا يزيد توزيع الصحف الجادة مثل "الغارديان" على مئتي ألف نسخة , وكذلك قنوات الأفلام والمسلسلات وبرامج المسابقات التي تستهوي الشباب إلاّ ان الأمر مختلف تماما ً في الدول العربية عنه في الدول الغربيةحيث أن الغرب تمكنوا من إحداث تقدم كبير على كل المستويات سواء المستوى الثقافي او الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي فلا غرابة في أن يكون هذا الارتباط الغربي بالإعلام الأصفر بمثابة إستراحة محارب .

أما الوضع في عالمنا العربي فهو مختلف كل الختلاف وبعيد كل البعد عن الغرب حيث العرب في الوقت الحاضر في قمة التخلف والأميّة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعقول الشباب العربي للأسف أصبحت خالية خاوية فارغة المحتوى فحاولت ملئ هذا الفراغ عن طريق تلك البرامج والافلام , فالمحارب العربي لم يبدأ مسيرته بعد حتى يأخذ استراحته لكن للأسف واقعنا يشير وبكل تأكيد الى ان هذا هو حال الـ "محاربين " العرب (استراحة دون قتال) , وهذا ما يخلّف انهزام كبير عند العرب خصوصا ً فئة الشباب الذي اعتاد على "التفاهات" الإعلامية دون أي وجود لأي عتاد ثقافي أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي .

في الأيام القريبة سمعنا عن الضجة الاعلامية الكبيرة التي اخذتها أو حازتها المسلسلات التركية وللاسف المشاهد لهذه المسلسلات يجد سلوكيات وثقافة أبعد ما يكون عن الثقافة والمجتمعات المسلمة وأقرب ما يكون للمجتمعات الغربية للأسف الشديد ....

إن المصيبة في هذه المسلسلات تكمن في أنه يستهدف جميع الفئات العمرية العربية وبمتابعة لأدق التفاصيل فيه وهذا لربما يؤدي الى نقل هذه العادات والسلوكيات الى مجتمعاتنا العربية , هنا لا أقصد بكلامي فئة الشباب فقط وإنما فئة الأطفال وهي التي أشدّد عليها في كلامي , لنأخذ مثلا مجتمعنا الفلسطيني لقد وجدت أن ما نسبته 95% من الأطفال يتابعون هذه المسلسلات وبكل شغف للاسف والمعروف أن الأطفال عندهم مجال كبير لاستقبال هذه الثقافة خصوصا ً أنها مرفقة باداء تمثيلي مما يساعد على سهولة ترسيخ هذه الثقافة وهذا قد يؤدي الى نمو ثقافة هجينة بين الثقافة الاسلامية والثقافة الغربية وهذه تعتبر مصيبة لأنه سيكون من الصعوبة تغييرها أو إزالتها .