2:01 ص

يا ترى ما الذي دهاه ...

مرسلة بواسطة أحمد عوض أبو الريش

يا ترى ما الذي دهاه
ليتني أعلم ما الذي دهاه
رأيته يمشي منبسطا في ممشاه
من بداية طريقه إلى منتهاه
يتنقل مع فرحه تارة وتارة مع أحزانه
بين ماض ٍ فات وحاضر حال ومستقبل آت لا محاله
وبعد كل ما نال وكل ما كان يبغي نواله
ترك كل شيء وراءه
وذهب لينام ...

رأيته نائم كالطفل في مرقده
لكنه أطال النوم على غير عادته
رايتهم يحملونه ويتقاذفونه على فراش خشبي البطانة
وقد ارتدى الأبيض من ثيابه
وهو لا يزال نائما ً في فراشه

حين رأيت ذلك المشهد ذرفت عيناي وأبى دمعي أن يبقى مكانه
يا ترى ما سيكون عليه حسابه
وكيف سيجيب عن أسئلته الثلاثة
هل سيكون مطمئنا ً في جوابه
أم سيكون الحال على خلافه
يارب ثبته عند الإجابة
وأجعل الجنة سكنه ومقامه

وهو ما زال في طريقه لا يلقي لي باله..ياترى ماله ..مالذي أصابه
وعندما وصل إلى مستقره ومقامه
نظرت لكل من هو حوله وأمامه
وجدت الكثير الكثير من أهله ورفاقه
سبقوه هناك وحجزوا له مكانه
كلهم كانوا في انتظاره
صديق ٌ له آلمه فراقه
جد ٌ حبيب راق له كلامه
جار عزيز أحسن جواره
كلهم سبقوه كانوا في انتظاره

طلبت منه أن يعود إلى داره
لكنه أبى و أصر أن يكمل مساره
يا إلهي ما دهاه .. ما الذي جرى له .. ما الذي غير أحواله

وبعد ان استيقظت من غيبوبة ٍ استطرد فيها عقلي بخياله
علمت أن ذاك الجسد هو جسدي بعد أن أُعلنت وفاته
وفارقت روحي سواده
لكني وجدت دمعي بالفعل قد اغرق الوسادة

فيا رب إرأف بحالي .. وعلى الحسنى إجعل ختامي .. وعلى الطاعة جل إهتمامي .. وبعفوك ورضاك هوّن لقائي
وادخلني الجنة مع الداخلين

يا إله العالمين