2:43 ص

أحلام..والنسيان..

مرسلة بواسطة أحمد عوض أبو الريش


منذ فترة انتهيت من قراءة كتاب النسيان للمبدعة أحلام مستغانمي..

كتاب أقل ما يقال عنه أنه رائع.. وينطق بأسلوبها المميز في الكتابة .. الذي يجذب الانتباه.. ويشد القارئ.. والذي لا يخلو من المرح..

الكتاب يستهدف بشكل خاص الجنس الآخر..

لكن فضولي أبى عليّ إلا أن أتسلل بين صفحات ذلك الكتاب..

فلفتت انتباهي عدة نقاط بإمكاني انتقادها.. لكن ذلك لا يقلل لهذا الكتاب من قيمته.. بل يعمل على إثراء محتواه..


النقطة الأولى //

هجومها الشرس على الرجال.. واتهامها لهم بسهولة النسيان.. تاركة خلفها طبيعة الرجل التي تمنعه من إظهار ضعفه..

فكيف للرجل ودموع المراة أكبر وأقوى سلاح يقف عاجزاً أمامه.. كيف له أن ينسى..

كيف له أن ينسى من تشبع حبها خلايا جسده.. ودم قلبه.. وأصبح لا يتنفس إلا هوائها.. ولا يرى إلا عينيها.. ولا يسمع من النساء إلا صوتها..

حلم بناه لسنوات وسنوات.. كيف له أن ينساه في لحظة أو لحظات..

لربما كبرياؤه يمنعه إظهار ما بقلبه من أسى.. لكن وسادة فراشه أكبر دليل على ما في قلبه..

فهل سألت الدكتورة أحلام تلك الوسادة قبل أن تصدر عليه حكمها الجائر ..

فأنا رأيت أن مستغانمي لم تنصف الرجال في كتابها ذلك..



النقطة الثانية //
ما ذكرته من معلومات عن الدعاء في ص١٧٠ ..وأن الدعاء لابد أن يرفق باسم الشخص واسم أمه حتى لا تصيب شخصا آخر خطئاً..

فأنا لست فقيها ولا عالما.. ولكن بعلمي المتواضع في أمور ديني.. أرى أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة.. فكيف لرب العباد.. وخالق الأرض والسماء.. ألا يعلم نوايا عبده حين يدعو لشخص أو يدعو على شخص دون أن يحدد اسمه واسم أمه!!
وهو الذي يعلم السر وأخفى..

ثم إنه يوم القيامة ينادى كل ابن آدم باسم أمه .. وليس باسم أبيه كما ورد في هذا الكتاب..

فكان الأحرى بالدكتورة أحلام ..وهي الكاتبة المعروفة .. وذات الأسلوب الرائع .. والثقافة الواسعة.. أن تأخذ في الحسبان مثل هذه النقاط خصوصاً أنها تمس أمور ديننا .. وهي اللتي لها صوت مسموع لدى الكثيرين خصوصاً النساء..



لكن برغم ما أوردته من انتقاد هنا.. فإن ذلك لا يقلل من قيمة هذا الكتاب.. بل هو على العكس.. كتاب قيم ورائع جداً..

ولربما يحظى هذا الكتاب يوما بثقة FDA كدواء جديد للحب.. عندما يصبح ذلك الحب "سماً قاتلاً".. يسري في القلب بعد مرور متناولي هذا الحب بأصعب فراق.. وهو الذي لم يعرف له علاج حتى الآن..

9:11 م

ساعة الحائط ..

مرسلة بواسطة أحمد عوض أبو الريش



الزمان : يوم أمسٍ أو يوم غد..
سبتٌ أو أحد..
أو أي يومٍ آخر..

الساعة : 2:47 صباحاً

المكان : هناك على تلك الوسادة..
 حيث لا أصوات تسمع..
 وعيون تبكي وتدمع..
 يؤانسها دبيب من صمت أحزاني..
 يتسلل برفق إلى محجر تلك العيون..
 لينسيها للنوم معناً ..
وللحلم طعماً..

وقليلاً من ضوء القمر..
يشق طريقه بين فتحات تلك النافذة..
أشبه بصديق حميم يمد إليّ يداه..
فاتحاً أحضانه..
ليضم بعضاً من هموم قلبي وأحزانه..
بتلك المناجاة الخفية بينهما..

لكني سمعت للمؤذن صوتاً..
لصلاة الفجر منادياً..
وأنا أراقب ساعة الحائط..
 ما زالت عند 2:47 صباحاً..

ياترى ما الذي أوقف لساعتي تلك حركتها؟؟..

أنقضت بها بطارية الأمل..
فأمست واقفة مكانها..
أم هي ساعتي البيولوجية من أوقفتها..
لتمنع للوقت جريمة يرتكبها بي..
 كلما مضت ثانية من وقتي..
 وأنا واقف وحدي..
برفقة تلك الأحزان..
التي مازلت أسمع دبيبها..
 بين تلك الجدران..
 التي حملت بين أضلاعها..
أنواع الصمت التي أحاطت بي في تلك اللحظة..
 وضوء خافت من تلك النافذة..
 وساعة مازالت عند 2:47 صباحاً واقفة..
وقلبٌ يراقب تلك الساعة باستغراااب..